آراء

التحول الرقمي والخدمات الحكومية

كيف ساهمت التكنولوجيا في تحسين الوصول إلى الخدمات وتبسيط الإجراءات؟

2025-05-01 18:06 - بقلم [الاسم الأول واسم العائلة] - الحدث المحلي

التحول الرقمي والخدمات الحكومية

شهدت دولة الإمارات تحولًا رقميًا غير مسبوق في السنوات الأخيرة، حيث نجحت الجهات الحكومية في تحويل غالبية خدماتها إلى منصات إلكترونية، مما ساهم في تسريع الإجراءات وتقليل الاعتماد على المعاملات الورقية.

الملاحظ أن هذه النقلة لم تكن شكلية فقط، بل رافقتها تحسينات جوهرية في تجربة المستخدم، من حيث واجهات الاستخدام وسهولة الوصول إلى الخدمة، وهو ما جعل الإمارات من الدول الرائدة في مؤشرات الحكومة الرقمية.

أبرز مظاهر هذا التحول تتمثل في بوابات الدفع الإلكتروني، وتطبيقات الهوية الرقمية، ونظام المواعيد الموحدة في الدوائر الحكومية، وهي أدوات وفرت على المواطنين والمقيمين كثيرًا من الوقت والجهد.

لكن مع هذا التقدم، تبرز أيضًا بعض التحديات، أهمها ضمان شمولية الخدمات الرقمية لكافة شرائح المجتمع، خاصة كبار السن أو الأفراد الذين يفتقرون للمهارات التكنولوجية.

هنا تبرز الحاجة إلى برامج تدريبية تستهدف هذه الفئات، وتوفير قنوات مساعدة بشرية موازية لضمان عدم إقصاء أي فرد من الاستفادة من هذه التطورات.

من جانب آخر، تظل قضايا الأمان الرقمي وحماية البيانات على رأس أولويات المرحلة المقبلة، في ظل تزايد التهديدات الإلكترونية، ما يتطلب تعزيز البنية التحتية للأنظمة الرقمية الحكومية.

كما ينبغي تعزيز التكامل بين الأنظمة الإلكترونية المختلفة لتفادي تكرار البيانات، وضمان تقديم تجربة سلسة وموحدة للمستخدمين عبر مختلف القطاعات.

ما يميز النموذج الإماراتي أنه لا يكتفي بالتحديثات التقنية، بل يضع الإنسان في قلب عملية التطوير، من خلال الاستماع لملاحظات المستخدمين وتبني الحلول بناءً على التغذية الراجعة.

التحول الرقمي ليس مجرد مرحلة، بل عملية مستمرة تتطلب مرونة وتحديثًا دائمًا للأنظمة، بما يتماشى مع التغيرات السريعة في عالم التكنولوجيا وتوقعات المتعاملين.

وبينما تحتفل الدولة بإنجازاتها الرقمية، فإن الاستدامة في تقديم خدمات ذكية وشاملة تظل الرهان الأكبر في تعزيز جودة الحياة وترسيخ الثقة بين الحكومة والمجتمع.

شارك عبر: